منتديات السعودي السعودية - الرسمي | شبكة و منتديات السعودي ~ ترفيهية وتعليمية وثقافية وكل ما يفيد زائرينا الكرام | |
خمس لوحات تعبيرية Feb 6th 2013, 19:17 بطاقة تقنية للوحات عنوان النص المسرحي ׃ خمس لوحات عن مأساة شعب . الشخصيات ׃ الزوج أحمد إيفانوفيش البوسني . الزوجة إيهان الصربية . الراوي . الديكور ׃ بيت من بيوتات مدينة في حلة حرب . أوكسسوار أساسي : بندقية . الكورس : يستحسن أن يتكون من ستة أفراد ، ثلاثة منهم ذكور و ثلاثة إناث . القيمة الحقوقية المحمولة ׃ الحق في العيش بكرامة ، الحق في تقرير المصير . ملخص المسرحية ׃ تتعرض المسرحية في خمس لوحات لمحاولة شعب البوسنة المسلم في تقرير مصيره ، الشيء الذي لم يرض الكيانات الأخرى التي كانت تكون ما كان يعرف بدولة يوغوسلافية فنشبت إثر ذلك حرب أتت على اليابس و الأخضر مخلفة وراءها سلسلة من الجرائم . نص المسرحية ׃ اللوحة الأولى الراوي : ( بعد الإعلان عن بداية العرض يخرج الراوي من بين الجمهور و يتمشى بين الصفوف .) في يوم من أيام السنوات التي تطل على القرن الواحد والعشرين ، و في منطقة تتبجح بالديمقراطية و حقوق الإنسان ، و في نقطة معتمة في خريطة الحضارة و التقدم ، جلسوا على أرائك مريحة يتفرجون على محاولة إبادة شعب مسلم أبى تحت رحمة القنابل و الصواريخ إلا أن يصمد و يقاوم أبى أمام عطف الإنسانية و حق تقرير المصير إلا أن يناضل و ألا يساوم و هنا وهناك يسيطر صمت رهيب و هنا وهناك كالفطريات تنبت مقابر جماعية ودائما في صمت رهيب ... يرفع الستار على بيت متواضع الديكور و تظهر في جهة من جهاته امرأة تدعى إيهان ، تزاول مهامها البيتية و هي تدندن بكلمات لأغنية . يدخل عليها زوجها أحمد إيفانوفيش مهرولا و الفرح يغطي وجهه . أحمد إيفانوفيش : ألم تسمعي يا زوجتي العزيزة آخر الأخبار ؟! إيهان : قل مساء الخير أولا ! أحمد : مساء الخير عزيزتي ( في تلعثم مصدره الفرح ) إيهان : ماذا هناك ؟! ماذا تحمل هذه المرة ؟! أحمد : ( متسائلا ) ألم تسمعي حقا آخر الأخبار ؟! إيهان : هل هي مفرحة إلى هذا الحد؟ أحمد : أجل و أكثر . إيهان : شوقتني تكلم ماذا تحمل ؟! أحمد : بعد تردد طويل أعلنت البوسنة استقلالها و طلبت انضمامها إلى الأمم المتحدة و هذه الأخيرة قبلت العضوية ؛ لكن ، ( فترة صمت ) الظاهر أن إخواننا الصرب و معهم الكروات لم يعجبهم هذا الأمر ؛ و حتما سينقضون علينا كالنسور الجارحة و من كل جانب . إيهان : لماذا هذا التشاؤم يا عزيزي ؟! مادام المحفل الدولي اعترف بدولة البوسنة و الهرسك فما على الصرب و الكروات إلا أن يباركوا هذا الاعتراف و أن يعملوا على تحسين علاقات الجوار . أحمد : تحلمين يا عزيزتي ، أو تتجاهلين نوايا الصرب ؛ ألم تسمعيهم يتحدثون عن الدولة الصربية الكبرى؟! ( بشيء من الغضب و الانفعال ) إيهان : ( تهدأ من روعه ) اهدأ يا حبيبي لا داعي للقلق ! أحمد : كيف تطلبين مني أن أهدأ و الصرب يستعدون للهجوم علينا بعد أن تمكنوا من احتلال بعض الأراضي الكرواتية . أتطمئنني لكونك صربية؟! ل'يهان : لا تقل هذا مرة أخرى يا أحمد أنا صربية حقا لكن حبي لك أقوى من انتمائي للصرب . ( تبدو غاضبة ) أحمد : سامحيني حبيبتي لم أكن أقصد . سوف لن أعود مرة أخرى إلى هذا الحديث . إني فقط أكره الحرب ، و المسلمون ليسوا على استعداد للدخول في أية حرب . الكورس : نحن كباقي الشعوب نكن البغض للحروب لكننا نبحث في الدروب من طلوع الشمس إلى الغروب عن الحرية و التفاتة القلوب. ( ستار) اللوحة الثانية الراوي : البلاد التي استطاع بروس جيست تيتو أن يوحدها بقرار حاسم و ذلك بإعلانه عن قيام جمهورية فيدرالية تستجيب للتطلعات القومية لمكونات الكيان اليوغسلافي صارت اليوم تعرف تمزقا خطيرا. الكل أراد أن ينسلخ عن الكيان اليوغسلافي و الكل أراد أن يسيطر على هذا الكيان فالصرب حاولوا في البدء التدخل في سلوفينيا و لم يفلحوا ، فولوا آلتهم الحربية في اتجاه كرواتيا التي انكمشت أمام القوة الصربية تاركة إياها تسيطر على بعض الأراضي باسم صرب كرواتيا و بعدها جاء دور البوسنة و الهرسك . ( ينسحب الراوي الذي يمكنه التحرك كيف ما أراد لكن دون أن يزعج المتفرجين ) يرفع الستار على نفس الديكور السابق ، إيهاب تبدو حزينة و هي جالسة في مكان بارز في الخشبة و أمامها أحمد يدفن حزنه في المشي ذهابا و إيابا في حيرة . فجأة يلتفت نحو إيهان . أحمد : لا أدري متى ستتوقف هذه الحرب .. يبدو أننا سنموت هنا لا محالة . إيهان : لا تكن متشائما إلى هذا الحد فالجنود يحاولون رد هجمات الأعداء . أحمد : قولي يحاولون الانتحار . إيهان : الانتحار ؟! كيف تجرأ على التلفظ بهذه الكلمة السلبية ؟! إنهم يدافعون عن المدينة . يفعلون ما يقدرون عليه . إنك فقط تنظر إلى الأشياء من زاوية سوداوية . أحمد : أنا الذي أرى الأشياء من زاوية سوداوية ؟! ألا ترين معي أننا محاصرون ، و أن جثث المسلمين مرمية في قارعة الطريق و الحرائق تتصاعد ، و أن الرصاص يفتك بنا و القنابل تتساقط علينا كحبات البرد ، و الجوع يهددنا و العطش ... آه من العطش ، أصبحنا نقضي أغلب أوقاتنا في طابور أمام موزع الماء و ... إيهان : كفى أرجوك .. و كأنها نهاية العالم . ( تبكي ) أحمد : الآن تبكي ، الآن فقط عرفت مدى هول الكارثة ؟! إننا نموت و العالم يتفرج . أنسيت ، البارحة فقط عندما خرجت أبحث عن الخبز سقطت قذيفة بالقرب مني كادت تودي بحياتي ( صمت ) و أمام عيني سقطت جارتنا صوديف برصاصة طائشة لم ندري من أين أتت . هكذا نموت يوميا و أكثر ( صمت ) إني خائف يا إيهان . إيهان : لا تخف .. إنك مؤمن .. علينا أن نصبر و نصمد . الكورس : سبرنيتشا سبرنيتشا موت فظيع أجسام للرصاص تطيع أناس يقتلون كل شيء في صمت بديع يقتلون ا لكل من الكهل على الرضيع سبرينتشا سبرينتشا مدينة صارت بلا ربيع أحلامها تحرق و تضيع أمانيها تدفن في صمت وديع سبرينتشا سبرينتشا مدينة صارت بلا ربيع فأين الضمير ؟! و أين من يقف كالسد المنيع ضد هذا المشهد الفظيع. ( ستار) اللوحة الثالثة الراوي : وهكذا صار الصرب و الكروات معا يحاصرون المدن البوسنية المسلمة و يشردون أهاليها الذين نزح منهم الكثير . غادروا البلاد خوفا من الموت بطريقة وحشية . يرفع الستار على نفس الديكور . يدخل أحمد و زوجته إلى البيت ، يظهر عليهما أنهما كانا في الخارج و أنهما كانا قد بدآ حوارا . أحمد : كل المدن من تورلا و هنا في سيبرينتشا مرورا بجوردا و موستار و صولا إلى بيهاتش ، كل المدن محاصرة . .إيهان : الجنود يقاومون . أحمد : نعم يقاومون لكن ، بماذا يقاومون فحتى السلاح ممنوع علينا شراءه . نعيش الحصار في كل شيء . ألا ترين معي حبيبتي أن العالم بأكمله متواطئ مع الصرب ؟! فحتى المسلمون نسوا أن لهم إخوانا هنا يموتون يوميا . إنهم لا يتحركون ، يكتفون بالتنديد الذي لا يأتي بأي شيء . إيهان : إنهم يتحدثون عن مخطط جديد للسلام . أعتقد أن هذه المرة ستتدخل أمريكا لتفرض السلام في هذه المنطقة . أحمد : ( ضاحكا ) أمريكا .. مخطط .. يا عزيزتي في مخططاتهم يريدون فقط إضعافنا ، فالإجراءات الترابية في مخطط فانس أوين ترجح كافة الكروات و بعدهم الصرب أما نحن فالمخطط يعاقبنا لكوننا مسلمين . كل تصوراتهم للسلام فيها قتل لمعاناتنا و تضحياتنا و أحلامنا . و أمريكا بانضمامها للمخطط و بعد إدخالها بعض التحسينات عليه ، كما يقولون ( معلقا ) لم تضف شيئا يمكن التصفيق له ... أمريكا ؟! يا حبيبتي هي .. ماذا يمكنني أن أقول عنها ؟! ( يتوجه إلى الجمهور ) كلكم أعتقد لديكم فكرة عن أمريكا تلك هي فكرتي . الكورس : نراه فقط في الأحلام هذا الذي يطير كالحمام و يسمونه السلام نراه فقط في الأحلام ستار. اللوحة الرابعة الراوي : تخيلوا معي أن كل سكان المدينة يرحلون ..يفرون من النقط الساخنة خوفا من الموت ؛ يلتجئون إلى أماكن آمنة .. تخيلوا من سيدافع عن المدينة ؟ من سيقف ضد تدخل العدو ؟ .. طبعا لا أحد مادام أن الكل هرب . و العدو سيدخل المدينة بسلام و في أمن تام . يرفع الستار على ديكور بيت أسرة إيفانوفيش . يسيطر على البيت صمت حزين . الكل مطأطأ الرأس . بعد حين يوجه أحمد لزوجته الخطاب التالي . أحمد : ما العمل إذن ؟ إيهان : تسألني أنا ؟! عجب .. أنت الرجل .. أنت صاحب القرار . أحمد : لا تقولي ذلك متى فرضت عليك رأيي ؟ متى قررت شيئا و طلبت منك أن تنفذيه بطريقة عمياء ؟ إيهان : لا تؤاخذني يا عزيزي إي لم أعد أقدر على التفكير ؛ فالوضعية أقوى من أن نفكر في حل لها . أحمد : أعتقد أن علينا التشبث بالصبر .. اسمعي جيدا إن البوسنيين يحاولون الآن استرجاع بيهاتش ، و الحرب الآن تدور هناك ، فعلى الأقل نعرف بعض الهدوء المتفرق . إيهان : يا حبيبي المنطقة كلها لا تطاق ، كلها في حالة حرب فحتى المقابر و المستشفيات ترمى بالقنابل و تتحدث أنت عن الهدوء أي هدوء ؟! الهدوء المؤقت .. ليس هناك هدوء .. يجب أن نرحل من هنا حالا . أحمد : نرحل ، أجننت ؟! أترك بلدي في بركة دم و أرحل .. لا تفكري حبيبتي في الفرار ! إيهان : لم أقل الفرار .. نرحل و عندما تهدأ الأحوال نعود . آه ! عندما نجد بيتنا تقطنه أسرة صربية . نعود لنسكن نحن في الملاجئ . لن أهرب من هنا . سأبقى هنا ، و إذا احتاج إلي الجيش في بيهاتش و دعاني للالتحاق بصفوفه سألبي الدعوة بكل فرح . إيهان : لا تقل هذا يا حبيبي . حسنا ، فلنبقى إذن ، لكن لا تفكر في الذهاب إلى بيهاتش . الكورس : نجوع و نعرى نموت عطشا و خوفا نموت لكن عن هذه الأرض لن نرحل لا تهاجر أيها البوسني المسلم و قاوم بالصبر بالسلاح و لا تساوم ستار اللوحة الأخيرة الروي : استرجع الجيش البوسني بيهاتش بعد معارك طاحنة . و لم تترك لهم فرصة الإحساس بهذا الظفر لأن الصرب قرروا احتلالها من جديد ؛ و هجموا على المدينة هجوما شرسا محاولين استرجاعها من جديد . و أمام هذا الهجوم كان البوسنيون يتراجعون متقهقرين . يرفع الستار على نفس الديكور . أحمد يبحث عن شيء ما . تدخل عليه إيهان . إيهان : ماذا تفعل ؟ أحمد : لاشيء .. لاشيء . .إيهان : كيف ؟ لاشيء ؟! عماذا تبحث ؟ أحمد : أين وضعت بندقيتي ؟ البارحة كانت هنا فوق الكرسي . إني لم أجدها . إيهان : لماذا تبحث عنها ؟ في ماذا تريدها ؟ أحمد : هذا لا يهمك . إيهان : لا يهمني ، أفقدت صوابك ؟ كيف لا يهمني هذا ؟ كل ما يخصك يهمني . أحمد : اسمعي حبيبتي لقد قررت هذه المرة دون أخذ رأيك بالاعتبار و سامحيني . سأقولها لك و باقتضاب شديد سألتحق بالجيش في بيهاتش المحاصرة . إيهان : ماذا تقول ؟ جننت بلا ريب ، أنسيت أن عليك مسؤوليات هنا ؟! أحمد : و هناك أيضا يا عزيزتي .. الدفاع عن بيهاتش فوق كل المسؤوليات . إيهان : لن تذهب يا أحمد . قل لي أنك غيرت رأيك . أحمد : لا يا حياتي من واجبي أن أذهب إلى الجبهة . إيهان : و لم لا تبق هنا ؟ أحمد : أبقى هنا ليقاتل من أجلي الآخرون هناك . لا يا إيهان فهنا يمكن أن تسقط علينا قذيفة و نموت . عندها يكون موتنا بلا معنى . أما هناك إن مت في جبهة القتال فعلى الأقل سيكون لموتي معنى .. سأموت شهيدا ثم إن الإسلام يأمرنا بأن نجاهد و نناضل من أجل حياة شريفة , كريمة و حرة . إيهان : ( بعد أن تسحب البندقية من مكان ما ) خذ يا أحمد بندقيتك ! أتمنى أن ترجع إلي سالما . يتسلم أحمد البندقية و يخرج . الكورس : لكي نطرد العدو علينا أن نحمل البنادق و أن نبني الحواجز و الخنادق و أن ندافع عن المدن و البيارق بحزم و بقوة المارد و أن نمشي وسط الموت و الحرائق بلا خوف و دون تراجع حتى نكتب للعالم تلك الحقائق و نخبرهم كيف مرت الدقائق تلو الدقائق يسدل الستار ثم يفتح ليتقدم الممثلان و الكورس لتحية الجمهور الحاضر ثم يسدل ليقول الراوي كلمته الأخيرة . الراوي : المسرحية أيها المتتبع الكريم لم تنته بعد . وفي خضم هذا الصمت غير المنطقي و هذا السكون الدولي المقصود لا أدري كم من لوحة يجب أن تكتب . شكرا للحضور. 02/12/1994 في ولجة السلطان منقول الافادة
ols g,phj jufdvdm | |
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق