- إذا تعسَّر عليكَ الإخلاص . . ماذا تفعل ؟!

:: SAUDI SA FORUM ::
المعهد السعودي هو اول معهد عربي إلكتروني لدعم المواقع و المنتديات العربية وتعليم التصاميم والبرمجه والتطوير
- إذا تعسَّر عليكَ الإخلاص . . ماذا تفعل ؟!
Oct 12th 2012, 00:18

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
أما بعد :

قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } (5) سورة البينة
{مخلصين له الدين} أي : قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله , وطلب الزلفى لديه .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له ؟ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له "
فأعادها ثلاث مِرَار , ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له " ثم قال : " إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه " رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني


الإخلاص شديدٌ عزيز

قال يوسف بن أسباط - رحمه الله - : " ما عالج المتعبدون شيئا أشد عليهم من اتقاء حب الثناء وهم يريدون بذلك الناس " المجالسة وجواهر العلم (7/20)

وقال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب "


كيفَ نحصِّله ؟

قال ابن القيم - رحمه الله وطيَّب ثراه - : (( لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ؛ إلا كما يجتمع الماء والنار , والضب والحوت , فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس , وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة , فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص , فإن قلتَ : وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؟! , قلتُ : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقيناً أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه , لا يملكها غيره , ولا يؤتِي العبدَ منها شيئاً سواه , وأما الزهد في الثناء والمدح ؛ فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده , كما قال ذلك الأعرابي للنبي- صلى الله عليه وسلم - : إن مدحي زين وذمي شين , فقال : ذلك الله عز و جل . فازهد في مدح من لا يزينك مدحه , وفي ذم من لا يشنيك ذمه , وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه , وكل الشين في ذمه , ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين , فمتى فقدت الصبر واليقين كنتَ كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ! . قال تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } , وقال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } ))

الفــوائــد لابن القيم صــ 149


وخـذ هـذه الوسيلة النبوية للخلاص من الرياء تـظـفـر بـإذن البـاري جـل وعـلا

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "
فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟! قال : " قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لِمَا لا نعلمه " رواه أحمد والطبراني وقال الألباني : حسن لغيره .

فعليكَ أيها المسلم بالإكثار مِن : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم , وأستغفرك لِمَا لا أعلم )

والله المستعان على كلِّ حال


النقولات أُخِذتْ مِن ملتقى أهل الحديث

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 التعليقات:

إرسال تعليق