رواية أبشري الحين أوديك البقالة

منتديات السعودي السعودية - الرسمي
شبكة و منتديات السعودي ~ ترفيهية وتعليمية وثقافية وكل ما يفيد زائرينا الكرام
رواية أبشري الحين أوديك البقالة
Feb 13th 2013, 18:07

أبشري الحين أوديك البقالة



{بسم الله الرحمن الرحيم}

قصّة نـُقلت على لسان إحدى الطبيبات تقول :





دخلت علي في العيادة امرأة في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني ! ..


لاحظت حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتها

ويمد لها الأكل والماء ..




بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات

سألته عن حالتها العقلية لأنّ تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي فـقال :





إنها متخلفة عقليا منذ الولادة


تملكني الفضول فـسألته: فـمن يرعاها ؟


قال : أنا

قلت : ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟..

قال : أنا أدخلها الحمّام -أكرمكم الله- وأحضر ملابسها

وانتظرها إلى أن تنتهي

وأصفف ملابسها في الدولاب

و أضع المتسخ في الغسيل وأشتري لها الناقص من الملابس !

قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟!

قال : [ لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ]

اندهشت من كلامه ومقدار برّه

وقلت : وهل أنت متزوج ؟

قال : نعم الحمد لله ولدي أطفال

قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟

قال : هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها

وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينهاولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن عشان السكر!

زاد إعجابي ومسكت دمعتي !

اختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة

قلت : أظافرها ؟

قال : أنا ، يا دكتورة هي مسكينة !

نظرت الأم لـولدها وقالت : متى تشتري لي بطاطس ؟!




قال :


ألحين البقالة!


طارت الأم من الفرح وقالت : ألحين .. ألحين !

التفت الابن وقال :

والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار.."

سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين أنـّي متأثرة " !
وسألت : ما عندها غيرك ؟




قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر ..

قلت : أجل ربـّاك أبوك ؟ ..

قال : لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات !

قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟

أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟

قال : يادكتورة..

أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها ..

كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..

مسك يد أمـّه , وقال :

يللا ألحين البقالة

قالت : لا نروح مكـّة !

.. استغربت !

قلت : لها ليه تبين مكة ؟

قالت : بركب الطيارة !

قلتله : بتوديها لـ مكّة ؟

قال : إيه..

قلت : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ، ليه توديها وتضيّق على نفسك ؟

قال :

يمكن الفرحة اللي تفرحها لاوديتها.. أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها ..

خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة

بكيت من كل قلبي .. وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أماً ..

فقط حملت وولدت

لم تربي ، لم تسهر الليالي ، ولم تُدرسه ، ولم تتألم لألمه ، لم تبكي لبكائه ، لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم.. ولم.. !

ومع كل ذلك ..

كل هذا البر…!

فـ"هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء..مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا"؟!

{اللهم ارزقنا بر الوالدين وابعد عنا عقوقهم}
...

اتمنى تعجبكم وتستفيدو منها

v,hdm Hfavd hgpdk H,]d; hgfrhgm

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 التعليقات:

إرسال تعليق