اقرأن
كان بشار بن برد يقول الشعر وهو صغير، فإذا هجا قوما جاءوا إلى أبيه، فشكوه، فيضربه ضربا شديدا، فكانت أمه تقول : لا تضربه، فإنه صبي ضرير، أما ترحمه ! فيقول : بلى، والله إني أرحم بشارا، ولكنه يؤذي الناس ، فيشكونه إلي.
فسمعه بشار مرة فقال له : يا أبت، إن الناس ما يشكون مني إلا قول الشعر، فلن تضربني من اجله، لأني إن برعت فيه، أغنيتك، فإذا شكوتني إليك، فقل لهم : أليس الله يقول : " ليس على الأعمى حرج " فلما أعادوا الشكوى، أعاد لهم ما قاله بشار فانصرفوا وهم يقولون : فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار.
لاحظن
يقولُ الشعرََََََ - فإنه صبيٌِ ضريرُ - جَاءُوا إلى أبيهِ .
الكلمات المشار إليها بسطر مختلفة الأنواع :
"يقول" لفظ يدل على وقوع القول في زمن معين ، ولذا سمي "فعلا".
"صبي " لفظ يدل على شخص في مرحلة من مراحل العمر ولذا سمي " اسما " .
"إلى" لفظ أتي به للربط بين كلمتي ( جاءوا وأبيه) ولذا سمي "حرفا " .
وكل كلمة من هذه الكلمات تفيد بمفردها معنى ضيقا محدودا ، وباستعمالها في الكلام تكتسب معنى حيا معبرا في دقة ووضوح .
إني أرحمُ بشاراً - فسمعهُ بشارُ - فقهُ بردٍ أغيظُ لنا من شعرِِِِِ بشار ِ.
"بشار" اسم شخص عاش في العصر العباسي ، وقد تكررت في النص فأفادت في كل مرة ذلك المعنى كما أفادت معنى آخر اختلف باختلاف وظيفتها في أداء المعنى : " بشار " الأولى تفيد زيادة عن المعنى الأول أنها الشخص الذي تقع عليه الرحمة من برد . غكان حكم هذه الكلمة النصب وعلامتها الفتحة .
والثانية تفيد زيادة على المعنى الأول أنها الشخص الذي سمع كلام برد ، فكان حكمها الرفع وعلامتها الضمة .
والأخيرة تفيد على أنها الشخص المنسوب إليه الشعر فكان حكمها الجر وعلامتها الكسرة .
فيَضْربُهُ - لا تَضْربْهُ - فلن تَضْربَنِي .
"يَضْرِبُ " فعل مأخوذ من " ضَرَبَ " ومعناه في اللغة معروف .
تكررت الكلمة في النص فأفادت في كل مرة معنى ، فالأولى تفيد زيادة عن معناها الأصلي قيام الأب بضرب ابنه كلما شكاه الناس إليه ، فكان الحكم الرفع والعلامة الضمة .
والثانية فمسبوقة بلا وأفادت النهي فكان الحكم الجزم والعلامة السكون .
والأخيرة مسبوقة بلن وتفيد النفي في المستقبل فكان الحكم النصب والعلامة الفتحة .
إذا فلكل من كلمة "بشار" وهي من الأسماء وكلمة" تضرب " وهي من الأفعال معنى أصلي ، ومعنى ثان يختلف باختلاف وظيفتها في الجملة ، ويقتضي هذا الاختلاف في الوظيفة اختلافا في علامات الإعراب التي تلحق آخر الكلمات .
أما الحروف فوظيفتها دائما أن يبدأ بها الكلام ، أو تربط بين أجزائه فلا يعتريها تغيير .
اعرفن
* لكلمة ثلاثة أنواع : فعل ، اسم ، وحرف .
الفعل : ما يدل على حدث مقترن بزمان مثل "سمع" .
الاسم : ما يدل على شيء محسوس أو معنوي . مثل " رجل ، شجاعة " .
الحرف : ما يدل على معنى غير معنى الاسم والفعل ، ويؤتى به للربط بين أجزاء الكلام . مثل " في ، إنّ ".
* الكلمة تدل في التركيب زيادة على معناها اللغوي على معنى ثان يختلف باختلاف وظيفتها في الجملة، ويقتضي هذا المعنى الثاني علامة خاصة تلحق آخر الكلمة .
* دراسة الكلمة في التركيب، وما يتبع ذلك من تغيير في العلامات التي تلحق الآخر هو موضوع النحو .
طبقن
* استعملن كل كلمة من الكلمات الآتية في ثلاث جمل ، تتغير في كل منها وظيفة تلك الكلمة :
قط - فرقة - مدرسة .
* اخترن ثلاث كلمات من مسميات أدوات الدراسة ، واستعملن كل كلمة في ثلاث جمل تختلف فيها وظيفة تلك الكلمة .
* اشتكى منك بعض رجال الحي إلى والدك ، فعلمت واعتذرت لوالدك في كياسة .
اكتبي فقرة في هذا المعنى ، وضمنيها كلمة اختلفت وظيفتها في الكلام وضعي تحتها سطرا .
jufdv uk hg;glm ,,/dtjih td hg[lgm
0 التعليقات:
إرسال تعليق