الحمد لله الحي الباقي على الدوام، المنفرد بالعز والقهر والجلال والإكرام، الحاكم بالحِمام والقاضي بالمنية على الخاص والعام، القائل في محكم تنزيله:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[الرحمن: 26، 27]، فلا محيد لأحد عن الموت ولو عُمِّر ألف عام، جعل الزرع البشري بمِنجل الموت حصيدًا، وفي بَيْدَرِ الأجداث بدِياس البِلى فقيدًا، ويقسمه يوم يبعثه خلقًا جديدًا، فريق شقي وآخر يجعلهم سعيدًا، فسبحانه من واحد قهار جواد، وارث العباد والبلاد، باعث الرفات للمعاد، وناقلهم من لين المهود إلى خشونة اللحود، وصائرهم بين حجرها المنضود، وجندلها الْمَعْقُود، أكلاً للهوام وطعمًا للدود. نحمده على ما ساء وسرَّ، ونشكره على الحلو والمرّ، ونؤمن بما قدَّر من خير وشرّ، ونسأله الرضى بما قضى، وسطرته الأقلام وانقضى. ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو القدرة الباهرة، والسطوة القاهرة، ونشهد أن نبينا محمدًا عبده الأمين، ورسوله المأمون، الذي أَنزل عليه بكتابه المكنون:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، صلى الله أشرف الصلوات عليه، وساق من التحيات أفضلها إليه، وأنزله المنزل المقرَّب لديه، ورضي الله عن الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القرار ، وبعد:
كَتَبَ الْفَنَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ رَبُّهَا ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُقَدَّمٍ وَمُخَلَّفِ
سُبْحَانَ ذِي الْمَلَكُوتِ أَيَّةَ لَيْلَةٍ ... مَخِضَتْ صَبِيحَتُهَا بِيَوْمِ الْمَوْقِفِ
إخوة الإيمان! في تقلبات الدنيا وصروفها أجلُّ دروس وعبر، وفي أيامها وحوادثها أعظم عظة لمن اتعظ وأعمل الفكر، نعم هي الدنيا جَمة المصائب، مُرة المشارب، لا تمتع صاحبًا بصاحب، يزول سريعًا حبورها، ولن يدوم مع أحد سرورها، من سره فيه زمن ساءته أزمان، ولو دامت الحياة لدامت لأعظم إنسان، عليه الصلاة والسلام .......
o'fm hg[lum fuk,hk ( uk]lh dl,j hgpkhk ) ggado Yfvhidl hg],da
0 التعليقات:
إرسال تعليق